وصفت الولايات المتحدة الأوضاع في سوريا بأنها وصلت إلى “مرحلة حرجة”، وذلك إثر قيام بعثة المراقبين الدوليين بوقف عملها. وفيما حثت واشنطن على انتقال سلمي للسلطة، جددت المعارضة السورية دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لحماية الشعب السوري من “عنف” نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد أعلن البيت الأبيض اليوم أنه يتشاور مع حلفاء دوليين بشأن “الخطوات القادمة” في الأزمة السورية، بعد أن علق مراقبو الأمم المتحدة عملياتهم هناك، ردا على العنف الذي تصاعد على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور في بيان “نناشد مجددا النظام السوري الالتزام بتعهداته بمقتضى خطة أنان، بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار”. وأضاف المتحدث دون أن يذكر تفاصيل “في هذا المنعطف الخطير نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون دعت إليه قرارات لمجلس الأمن”.
وشدد المتحدث الأميركي على أنه “كلما حدث هذا الانتقال سريعا زادت فرصة تفادي حرب أهلية طائفية دموية تستمر طويلا”.
منع حرب أهلية:
وفي موازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت إن تسريع حدوث انتقال سياسي في سوريا سيزيد فرص منع حرب أهلية دموية في البلاد.
ورددت الوزارة ما جاء في بيان البيت الأبيض فقالت في بيان خاص “نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون مثلما ورد في قراريْ مجلس الأمن 2042 و2043”. وأضافت الوزارة “كلما حدث هذا الانتقال سريعا زادت فرص تفادي حرب أهلية طائفية دموية وتستمر طويلا”.
وأبدى مسؤولون أميركيون شكوكا متزايدة بشأن استعداد الرئيس السوري للتقيد بخطة الوسيط الدولي كوفي أنان المتعثرة، لكن واشنطن وحلفاءها الغربيين لم يظهروا أي رغبة في تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا، حتى بينما تسعى موسكو للمساعدة في حماية الأسد من تشديد عقوبات الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قولهم إنه من المتوقع أن يُطلع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود مجلس الأمن يوم الاثنين أو الثلاثاء على تطورات الوضع في سوريا.
وسيجري الرئيس الأميركي باراك أوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك، لكن التوقعات ضئيلة لحدوث أي تقدم مهم نحو تجاوز المأزق في سوريا، وفق بعض التحليلات.
تركيا تدعو:
ومن جهتها دعت تركيا مجلس الأمن إلى اتخاذ “إجراء جديد” يحول دون تدهور الوضع في سوريا، بعد الإعلان عن تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو -في تصريح صحفي- “مع انسحاب بعثة المراقبين، لا بد لمجلس الأمن من أن يقيّم الوضع على الفور، وأن يتخذ إجراء جديدا لتجنب تفاقم المأساة الإنسانية” في سوريا.
وأضاف الوزير التركي أن “الإعلان عن هذا التعليق يأتي في الوقت الذي كنا نأمل فيه زيادة عدد المراقبين وتأمين انتشار لهم أكثر فعالية على الأرض”.
ولم يكشف الوزير طبيعة الإجراء الذي يريده من مجلس الأمن. كما تطرق داود أوغلو إلى المخاطر التي تهدد المراقبين، مما يستدعي قيام مجلس الأمن بإعادة تقييم “لضمان سلامتهم على الأرض عبر تفويض أكثر فعالية”.
قوات دولية:
وتعليقا على قرار المراقبين الدوليين وقف عملهم، طالب عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون السبت بنشر قوات لحفظ السلام في سوريا. وقال للصحفيين في إسطنبول “اليوم، من الواضح أنه لم يعد بالإمكان التعويل على مراقبين غير مسلحين، ينبغي إرسال جنود لحفظ السلام إلى سوريا، بعثة أكبر قادرة على حماية نفسها من عنف نظام” الرئيس بشار الأسد”.
واعتبر غليون -الذي كان يتحدث على هامش اجتماع للمعارضة السورية- أن تعليق عمل مراقبي الأمم المتحدة يشكل “إدانة واضحة من جانب المجتمع الدولي وبعثة أنان للسياسة العدوانية والعنيفة للنظام السوري”.
وأعرب غليون عن اعتقاده أن “هناك احتمالا لإنقاذ خطة أنان عبر دفع مجلس الأمن إلى التصويت تحت الفصل السابع على قرار يطلب تنفيذ هذه الخطة مع التهديد باستخدام القوة”.
من جهته، ومن دون الإشارة إلى قرار المراقبين بتعليق عملهم، حذر المجلس الوطني السوري السبت من وقوع “مجزرة كبيرة” في حمص، مشيرا إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفا من “الجنود والشبيحة”، ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل “لحماية” هذه المدينة والمناطق الأخرى المستهدفة.