استمرت المواجهات العنيفة بين مقاتلي الجيش السوري الحر وقوات النظام في مدينة حلب وريفها، في وقت أعلن فيه الجيش الحر سيطرته على 60% من مدينة حلب، ومهاجمته للمرة الأولى مطار منغ العسكري في المحافظة بالدبابات التي غنمها. من جهة أخرى قال ناشطون إن 100 شخص قتلوا الاثنين في سوريا.
وسيطر مقاتلو الجيش الحر على حاجز عسكري هام في بلدة عندان بريف حلب (شمال) بعد معركة استمرت نحو عشر ساعات، استولوا خلالها على ثماني دبابات وذخائر وقذائف مدفعية، وأصبحت النقطة الإستراتيجية بين حلب والحدود التركية تحت تصرفهم.
وقال النقيب رفعت خليل لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم اعتقلوا 25 جنديا وأحصوا ست جثث في معركة حاجز بلدة عندان، في حين قتل من الثوار أربعة. واعتبر خليل أن هذا الانتصار يعزز موقف الجيش الحر في حلب، حيث سيتوجه الثوار بما غنموه من دبابات لمساندتهم.
وأوضح القيادي في لواء التوحيد بحلب عبد العزيز سلامة في اتصال مع قناة الجزيرة أن السيطرة على حاجز عندان تكتسي أهمية إستراتيجية بالغة, إذ بات الثوار يتحكمون بطريق رئيسي بين الحدود التركية وشمال حلب. ويشكل هذا الطريق محورا حيويا للتزود بالأسلحة والبنزين والمواد الغذائية.
ويقول العميد المنشق فرزات عبد الناصر “لقد تم تحرير كل مناطق الريف في محيط حلب، باستثناء ثلاثة مواقع للجيش الأسدي” وحددها بكلية عسكرية ومطار للمروحيات ومركز للمدفعية، مضيفا أن النظام لا يزال يسيطر على الأجواء، لكنه فقد السيطرة على الأرض.
الجيش الحر:
وتشهد تشهد الأحياء الثائرة حصارا وتجويعا ومنعا لدخول الدقيق من قبل النظام، كما قال ناشطون أن القصف العشوائي ينهمر بشكل كثيف على هذه الأحياء دون تمييز بين مقاتلين ومدنيين ومبان سكنية.
وأشار ناشطون إلى أن الجيش الحر لا يزال يسيطر على الأحياء التي انتشر فيها، موضحا أن جيش النظام يعمد إلى راجمات الصواريخ والمدافع لدك المدينة دون التقدم فيها، وقالوا إن مقاتلي الجيش الحر استولوا على دبابات صالحة للاستخدام.
وكانت السلطات السورية قد أعلنت أنها استعادت السيطرة على بعض المناطق في حي صلاح الدين، إلا أن مقاتلي الجيش الحر نفوا الخبر وأكدوا أن الصور التي بثها التلفزيون السوري ليست لحي صلاح الدين الذي يحكمون سيطرتهم عليه، حسب قولهم.
شهادة دولية:
من جهة أخرى أكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال بابكر غاي اليوم الاثنين أنه شاهد بأم عينه “قصفا عنيفا” وأضرارا كبيرة في مدينتي حمص والرستن بمحافظة حمص وسط البلاد.
وقال رئيس البعثة الجديد في مؤتمر صحفي مقتضب بأحد فنادق العاصمة “شاهدت بنفسي القصف العنيف من المدفعية بالإضافة إلى القذائف” في حمص، مشيرا إلى أن “القصف كان متواصلا في بعض أحياء المدينة”.
وأضاف غاي “رأيت دبابات مدمرة على جوانب الشوارع، كما شهدت تدميرا للبنية التحتية العامة مثل الجسور”، بالاضافة إلى “تضرر البيوت في الشوارع الرئيسية داخل المدينة بصورة كبيرة”.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 63 شخصا في سوريا، وقالت إن 15 قضوا في درعا و14 في ريف دمشق و13 في حمص وعشرة في حلب وسبعة في إدلب وثلاثة في دير الزور وواحد في حماة.
قصف ومداهمات:
وقالت شبكة شام الإخبارية إن مدن وبلدات عربين والضمير ويلدا وببيلا وديرالعصافير و نولة ومسرابا وحمورية ومزارع قرية المليحة وكفر بطنا وعرطوز وجديدة عرطوز ومديرا في محافظة ريف دمشق، تشهد قصفا مدفعا ومروحيا مع اقتحامات واعتقالات.
كما قصفت بلدة الهبيط في محافظة إدلب وتعرضت بلدات عقيربات وسوحا ومادي عمر وكفر نبودة والتريمسة وبريديج بمنطقة سهل الغاب في حماة لاقتحامات وقصف مروحي ومدفعي.
وجنوبا في درعا تعرضت أحياء درعا المحطة والبلد ومخيم اللاجئين لقصف مدفعي ومروحي، شوهدت هذه الأحياء محاولات من جيش النظام لاقتحامها نتج عن ذلك عدد من القتلى والحرحى وهدم للمنازل.
من جهة أخرى قال مسؤول تركي إن نائب قائد شرطة اللاذقية كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا الليلة الماضية, مضيفا أن نحو ستمائة شخص دخلوا الأراضي التركية خلال الساعات الـ24 الماضية.