وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا سقوط 29 قتيلا اليوم بنيران قوات النظام معظمهم في ريف دمشق، وسط استمرار القصف وحملة عسكرية عنيفة يشنها الجيش النظامي في ريف دمشق وحمص، حيث يتواصل حصار ألف عائلة تعاني نقص الغذاء والدواء. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان بعثة المراقبين الدوليين في سوريا تعليق عملياتها بسبب تصاعد العنف.
وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى سقوط قتلى أيضا في كل من حمص وحلب ودرعا وإدلب ودير الزور والرقة. في حين ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القصف العشوائي على بلدة دير العصافير في ريف دمشق اليوم أوقع أربعة قتلى و20 جريحا، إصابة بعضهم حرجة.
وتشهد مدن وقرى ريف دمشق قصفاً مدفعياً عنيفاً وعمليات دهم واعتقال، حيث استمر قصف الجيش النظامي منذ صباح اليوم لبلدة المليحة القريبة أيضا من دير العصافير، كما تعرضت جموع من الشبان في زملكا لإطلاق النار من قبل قناصة، وسمع انفجار ضخم في أحياء الميدان والزاهرة ونهر عيشة وكفرسوسة وعدة أحياء أخرى من العاصمة دمشق.
ودارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم -بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان- بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر في بلدة المليحة بريف دمشق. كما سُجل مجددا سقوط قذائف ليلا على مدينة دوما التي تعرضت للقصف لأربعة أيام على التوالي، وقتل شخص في بلدة مسرابا في ريف العاصمة في إطلاق نار.
وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت آثار الدمار التي خلفها قصف مدينة دوما. وكان ناشطون أفادوا أمس بأن عشرين شخصاً أعدموا رميا بالرصاص وذبحاً بالسكاكين في سقبا بريف دمشق.
قصف حمص:
في غضون ذلك واصلت قوات النظام قصفها العنيف على أحياء حمص القديمة وجورة الشياح والخالدية بالهاون وراجمات الصواريخ، حيث حذر المجلس الوطني السوري المعارض السبت من وقوع “مجزرة كبيرة” في حمص.
ويحاصر القصف المستمر من قوات النظام السبت على أحياء عدة في مدينة حمص أكثر من ألف عائلة تعاني من نقص في المواد الطبية والغذائية.
وناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكل من لديه حس إنساني التدخل الفوري لوقف القصف المتواصل على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص وأحياء حمص القديمة وجزء من حي القصور “من أجل إجلاء وحماية أكثر من ألف عائلة محاصرة تضم أطفالا ونساء”.
كما تواصل قوات النظام قصف مدن وبلدات ريف حمص، حيث تجدد القصف المدفعي العنيف صباح اليوم على مدينتي تلبيسة والرستن والقرى المحيطة بمدينة القصير.
في هذه الأثناء أفاد نشطاء باشتباكات وقصف وإطلاق نار في مناطق في ريف حلب. وقال المرصد السوري إن بلدات الأتارب وأبين وكفر كرمين في محافظة حلب تعرضت لقصف من القوات النظامية السورية التي “تحاول اقتحام الريف الغربي”.
وبحسب نشطاء الثورة فإن القصف استمر ليلا على مدينة عندان بريف حلب التي تشهد منذ مدة على مداخلها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات من الجيش الحر.
وفي ظل التصعيد الميداني تواصل الإضراب اليوم الأحد في عدد من أحياء مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد “تضامنا مع الريف الحلبي”، بحسب ناشطين.
ورغم تصاعد “أعمال العنف” التي دفعت المراقبين الدوليين للإعلان أمس عن تعليق عملهم في سوريا، خرجت مساء مظاهرات عدة في دمشق وريفها ومحافظتي حلب وحماة تطالب بإسقاط النظام، وجوبه بعضها بإطلاق النار من قوات النظام، بحسب ناشطين.
توثيق انتهاكات:
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وبالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان يوم السبت ما لا يقل عن 725 خرقا لمبادرة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان بإطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري على المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى والعديد من الاعتقالات معظمهما في دمشق وريفها ودرعا وحمص وحماة.
وكان رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الجنرال روبرت مود قال أمس إنه قرر تعليق عمل فريق مراقبيه جراء تصاعد العنف خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأضاف مود في بيان أن المراقبين لن يقوموا بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى إشعار آخر.
يذكر أن طلائع بعثة المراقبين الدوليين وصلت إلى سوريا يوم 20 أبريل/نيسان الماضي بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن، على أن تقوم بالتثبت من وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم 12 أبريل/نيسان. وبلغ عدد أفراد البعثة 300، وهو العدد الذي أقره مجلس الأمن، إلا أن زهاء 3400 شخص قتلوا منذ إعلان بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة أنان.