استشهد 150 شخصا أمس الثلاثاء بنيران الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها، في تصاعد مستمر للعنف دفع مزيداً من السوريين للنزوح بحثا عن مناطق آمنة. في حين ارتكبت قوات النظام مجزرتين في بلدة معارة النعسان بإدلب وبلدة أوتايا بريف دمشق بقصف بالطائرات الحربية، بحسب ناشطين.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلاً عن المرصد السوري لحقوق الإنسان- أن الأحياء الجنوبية من دمشق شهدت الثلاثاء اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية التي قصفت بشدة عددا من المناطق في هذه الأحياء، بالإضافة إلى مناطق في ريف العاصمة مما تسبب في مقتل العشرات.
وقد طال القصف حي التضامن، حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية “التي تحاول السيطرة على الحي” ومقاتلين معارضين.
وطال القصف أيضا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي العسالي القريبين، وصولا إلى مناطق في الضواحي. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل عشرة أشخاص في العاصمة.
وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة للقصف مما تسبب في مقتل 44 شخصا بينهم مقاتلون وجنود، وغالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا، وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.
تعزيزات عسكرية:
جاء ذلك بينما أفاد المرصد بتعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية إلى محيط مدينة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي استولى عليها الجيش الحر الجمعة الماضي، والتي تعرضت لغارات جوية من طيران حربي أمس الثلاثاء.
كما تمركزت حشود للقوات النظامية تقدر بألف جندي في محيط المدينة، وتضم هذه الحشود دبابات وناقلات جند مدرعة ومدفعية، بحسب المرصد. ونقل عن ناشطين في المنطقة أن رأس العين “أصبحت مدينة أشباح” إثر موجات نزوح جماعي للأهالي إلى تركيا ومناطق أخرى داخل الأراضي السورية.
ومع تواصل القصف والقتال تزداد معاناة اللاجئين داخل البلاد وخارجها، إذ وصف نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إلياسون أوضاعهم بأنها خطيرة للغاية، وخاصة مع حلول فصل الشتاء.
وأشار إلياسون -في مقابلة مع الجزيرة- إلى أن عدد اللاجئين السوريين تخطى 400 ألف، وأن تقديرات المنظمة الدولية لعددهم في الداخل قد تصل إلى أربعة ملايين.
أما في محافظة إدلب، فقد تعرضت مدينة معرة النعمان لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب عند مدخل المدينة الجنوبي.
وكان الجيش الحر قد سيطر على معرة النعمان في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول بعد معارك ضارية، ثم تمكن من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب ودمشق، إلا أن قوات النظام عادت وتقدمت خلال الأيام الأخيرة على هذا الطريق واستعادت عددا من القرى.
وعلى جبهة أخرى في محافظة دير الزور، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بينما شهدت مناطق أخرى في محافظات درعا وحمص وإدلب وحلب اشتباكات وعمليات قصف.
وكان محافظ الرقة قد أصيب بجروح خطيرة أمس الثلاثاء في انفجار عبوة ناسفة، قتل فيه ضابط وامرأة.