انضمت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى إلى المساعي الرامية للضغط على روسيا من أجل قطع علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد جهود غربية تقودها
الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الشأن.
وبدأ وزراء خارجية الدول السبع وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا أمس الاثنين اجتماعهم السنوي الذي يتوقع أن يختتم اليوم الثلاثاء، حيث بدا الملف السوري في مقدمة اهتمامات المجموعة.
وخلال الاجتماع الذي يقام بمدينة لوكا في إيطاليا قادت الولايات المتحدة وبريطانيا دول المجموعة في مطالبة روسيا بوقف دعم بشار الأسد الذي اتهمه الغرب مؤخرا بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية على المدنيين.
وستمهد مناقشات وزراء خارجية الدول السبع الطريق لقمة زعماء المجموعة التي ستعقد في صقلية نهاية مايو/أيار المقبل والتي من المتوقع أن تكون أول جولة خارجية لدونالد ترمب منذ أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد اعتبرا أن هناك فرصة لإقناع روسيا بالتوقف عن دعم النظام السوري، بينما أعلن البيت الأبيض الإبقاء على احتمال شن مزيد من الضربات في سوريا.
وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن ماي وترمب اتفقا على أن هناك الآن “نافذة فرصة لإقناع روسيا بأن تحالفها مع بشار الأسد لم يعد في مصلحتها الإستراتيجية”.
وأضافت المتحدثة أن ماي وترمب اعتبرا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى روسيا اليوم الثلاثاء “تشكل فرصة لإحراز تقدم نحو حل يؤدي إلى تسوية سياسية دائمة”.
من جهته، قال البيت الأبيض في بيان إن ترمب أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين مع رئيسة الوزراء البريطانية والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الضربة الجوية الأميركية في سوريا الأسبوع الماضي.
وجاء في البيان أن ماي وميركل عبرتا عن دعمهما للتحرك الأميركي واتفقتا مع ترمب “على أهمية تحميل الأسد المسؤولية” عن هجوم بالأسلحة الكيميائية أودى بحياة عشرات المدنيين في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.
وجاءت المحادثة الهاتفية بعيد ساعات من الدعوة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى موسكو لإنهاء دعمها للأسد، وذلك بعد أن ألغى زيارته إلى موسكو.
اجتماع خاص
من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو ألفانو إلى اجتماع خاص بشأن سوريا اليوم الثلاثاء تشارك فيه كل من تركيا والسعودية وقطر والإمارات والأردن، وهي دول تعارض حكم الأسد حسب ما تقول وكالة رويترز للأنباء.
وأجرى الوزير الإيطالي أمس الاثنين اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث طلب منه استخدام نفوذه لدى النظام السوري لتفادي وقوع هجمات جديدة مماثلة على المدنيين، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد عبر عن أمله في أن يفضي اجتماع وزراء الدول السبع إلى “رسالة واضحة ومنسقة” يحملها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي سيتوجه إلى روسيا في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
يذكر أن الولايات المتحدة وجهت قبل أيام ضربة عسكرية إلى مطار سوري ردا على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية، وهو ما اعتبره البعض تغيرا باتجاه نمط أكثر حسما تجاه نظام الأسد وحليفته روسيا.
كما تحدث وزير الخارجية البريطاني عن ضرورة فرض مزيد من العقوبات على شخصيات عسكرية سورية وروسية.
في المقابل، رفضت روسيا الاتهامات الموجهة للأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وأكدت أنها لن تقطع صلاتها به، حيث قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “العودة إلى المحاولات الزائفة لحل الأزمة بتكرار أن الأسد ينبغي عليه التنحي لا تساعد في حل الأمور”.
وكالات