قالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن السوري يوم الأربعاء ارتفع إلى أربعين، معظمهم في محافظتيْ حمص ودرعا، في حين ذكر ناشطون أن قوات النظام السوري أعدمت 15 شخصا ميدانيا في حي الشماس بمدينة حمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى الخمسة عشر الذين تم إعدامهم أربع حالات إعدام ميداني رميا بالرصاص، فضلا عن إعدام إمام أحد المساجد يدعى مرعي زقريط وشخص يحمل جنسية فلسطينية وطالب جامعي، كما اعتقل أكثر من 150 شخصا تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
توثيق “المجزرة”:
وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى توثيق كامل “لمجزرة حي الشماس”، حيث يتعرض الحي لليوم الثاني على التوالي لاقتحام قوات الأمن والشبيحة، محذرة من مجازر مشابهة لما حدث في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون ودير بعلبة، إذا لم يكن هناك تدخل دولي سريع ورادع.
وأكدت لجان التنسيق أن الجيش النظامي قصف مجددا خان شيخون قرب إدلب بعد خروج المراقبين من المدينة، وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى ارتفاع عدد قتلى “مجزرة خان شيخون” التي وقعت الثلاثاء بحضور المراقبين الدوليين إلى 35 قتيلا، بينهم ثلاثة أطفال إضافة إلى عشرات الجرحى.
كما تعرضت مدينة الرستن وبلدة قلعة الحصن في محافظة حمص لقصف الجيش، بينما شن الأمن حملة اعتقالات في مناطق بـريف دمشق وريف حماة.
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تدمير عدد من المنازل وارتفاع كبير في عدد الجرحى، في حين قال ناشطون إنهم نجوا من كمين نصبه لهم عناصر الأمن والشبيحة في مدينة حمص، ومن بين الناشطين عمر إدلبي وهادي العبد الله وأبو جعفر الحمصي وسليم قباني.
وفي العاصمة دمشق، شنت قوات الأمن والشبيحة -وفق ناشطين- حملة اعتقالات في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق، كما شهد حي الميدان حملة دهم واعتقالات، وهاجمت قوات أمن النظام والشبيحة مظاهرتين في كليتيْ العلوم والهندسة الكهربائية بجامعة حلب.
وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق، اقتحمت قوات الأمن بلدة دير العصافير وسط إطلاق نار كثيف، كما اقتحمت قوات أخرى بلدة حتيتة التركمان، وتعرضت المنطقة الصناعية بحماة وبلدة كفرطون وطيبة الإمام اللطامنة بريف حماة لاقتحام وسط إطلاق نار وعمليات اعتقال وتخريب للممتلكات.
وفي مدينة بانياس على البحر الأبيض المتوسط، أفاد ناشطون بشن قوات النظام حملة اعتقالات وصفوها بالشرسة منذ ثلاثة أيام شملت عشرات الشباب من المدينة وقراها.
وفي محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، أطلقت قوات الأمن الرصاص والغاز المدمع على مظاهرة في مدينة عامودا، وفق الهيئة العامة للثورة. في حين شهدت عدة مدن وقرى في إدلب وحماة ودير الزور إضرابا حدادا على قتلى “مجزرة خان شيخون”.
ستة مراقبين:
في جانب آخر، سلم مقاتلون من الجيش السوري الحر ستة مراقبين بسيارتهم إلى قافلة للأمم المتحدة قرب مدخل مدينة خان شيخون، وفق ما أكده أبو حسن وهو قائد عسكري، مشيرا إلى أن جميع المراقبين بصحة جيدة.
وأظهرت لقطات فيديو بثها الجيش السوري الحر قافلة للأمم المتحدة ضمت عربات متضررة تابعة للمنظمة الدولية محمولة على شاحنات وهي تتحرك من المنطقة.
وقالت وثيقة داخلية للأمم المتحدة حصلت عليها رويترز الثلاثاء إن ستة مراقبين “تحت حماية” المعارضين في “بيئة صديقة”.
وكان المتحدث باسم مكتب عمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة كيرن دواير أدان الهجوم على المراقبين في خان شيخون بإدلب، وقال المتحدث للجزيرة إن من المبكر توجيه أصابع الاتهام لأي طرف في سوريا بشأن استهداف موكب بعثة المراقبين في خان شيخون، مضيفا أن المكتب لا يزال يجمع المعلومات بشأن ظروف وملابسات الحادث.
وبدوره اتهم كل من المجلس الوطني السوري المعارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان النظام السوري بارتكاب “مجزرة” في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، وذلك إثر إطلاق النار خلال تشييع جنازة، في حين اتهمت وسائل إعلام سورية رسمية من وصفتهم بأنهم مسلحون مجهولون بتنفيذ الهجوم.