قال البيت الأبيض مساء الخميس إن الولايات المتحدة ستبدأ إرسال مساعدات عسكرية إلى ثوار سوريا، وذلك بعدما أكدت أجهزة الاستخبارات لديها استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيمياوية في الصراع
الذي تشهده البلاد.
وقرر الرئيس الأميركي باراك أوباما تقديم دعم مباشر “ينطوي على أغراض عسكرية” للمجلس العسكري السوري المعارض، ويرجع ذلك جزئيا إلى النتيجة التي تم التوصل إليها وهي استخدام أسلحة كيمياوية.
وذكر البيت الأبيض في بيان أنه “أصبح لدى مجتمعنا الاستخباراتي حالياً تقييم عالي الثقة بأن أسلحة كيمياوية استخدمت على نطاق ضيق من جانب نظام الأسد في سوريا”. وتابع أن “الرئيس أوباما قال إن استخدام الأسلحة الكيمياوية سيغير حساباته وهو ما حدث”. وأوضح البيت الأبيض أن تقييماً أجرته منظمات الاستخبارات الأميركية يُظهر أن غاز الأعصاب (سارين) استُخدم، وأن ما بين 100 و150 شخصاً قُتلوا في الهجمات. وأشارت وكالة رويترز إلى أن الخيارات العسكرية المحتملة لدى إدارة أوباما تتراوح بين ضربات صاروخية محدودة من السفن -وهي أقل السيناريوهات تعقيداً- والقيام بعمليات أكثر جرأة مثل تطبيق مناطق حظر جوي.
وفي هذا السياق، ذكرت وول ستريت جورنال الأميركية نقلاً عن خبراء في التخطيط العسكري أن إقامة منطقة لتدريب قوات المعارضة وتجهيزها بالعتاد، يتطلب إبعاد الطيران الحربي السوري تماماً عن التحليق فوق الحدود الأردنية السورية. وللقيام بذلك، يرى العسكريون ضرورة إنشاء منطقة حظر جوي تمتد إلى مسافة 25 ميلاً (نحو 40 كلم) داخل الأراضي السورية، وفق ما ذكرته الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين. واستطردت الصحيفة قائلة إن فرض منطقة حظر جوي محدودة لا يستوجب تدمير البطاريات السورية المضادة للطائرات
تطور خطير:
وتعليقاً على ذلك، قال رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس إنه يتمنى حظراً جوياً ليس على المنطقة الجنوبية عند الحدود مع الأردن فحسب، بل في كامل التراب السوري “لأن النظام يستخدم سلاح الجو لضرب المدن والأهالي”. وقال اللواء إدريس إن المتطلبات العسكرية ضرورية للوقوف في وجه نظام الأسد وذراع إيران المتمثل في حزب الله والمقاتلين العراقيين، متمنيا أن يكون قرار التسليح للثوار سريعا. وأضاف أن هناك “ضرورة لتقديم المساعدات العسكرية الفعالة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع النظام المجرم من استخدام السلاح الكيمياوي”. وقال إدريس “أعتقد بأن الجميع كان يعلم أن النظام استخدم السلاح الكيمياوي أكثر من مرة”، مشيرا إلى أنه منذ المعركة على مدينة القصير وبعد تدخل حزب الله “بشكل سافر” وفتوى المرشد الأعلى لإيران التي اعتبر فيها قتلى حلفاء الأسد شهداء مثل قتلى كربلاء، بات واضحاً أن الوضع “يتطور بشكل خطير” في سوريا.
تلكؤ الغرب:
في هذه الأثناء، يعتزم الجيش الحر استغلال فرصة اجتماع مزمع مع مسؤولين غربيين للتحذير من أن التردد المستمر في تزويدهم بالسلاح، سيمنح قوات الأسد المدعوم من إيران تفوقاً عسكرياً لا يمكن التغلب عليه. ووسط شعورهم العميق بالإحباط من تلكؤ الغرب تجاه المساعدات العسكرية، قارن عدد من قادة كتائب الثوار بين ما وصفوه بتفضيل الغرب للكلام على الفعل وبين الدعم القوي الذي يتمتع به الأسد من حلفائه في موسكو وطهران. وقال دبلوماسي غربي إن الاجتماع الذي كان من المقرر عقده يوم السبت تم تقديمه يوماً ليعقد الجمعة. غير أن ضابطاً كبيراً من الجيش الحر قال إن الاجتماع جزء من سلسلة محادثات تجري منذ معركة القصير التي وصفها بأنها “جرس إنذار” للغرب.وسيلتقي في هذا الاجتماع مسؤولون فرنسيون وأميركيون وبريطانيون وأتراك مع قادة المعارضة السورية لبحث المساعدات الجديدة والحشد العسكري حول حلب.