أقام البابا فرانشيسكو اليوم السبت في ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة قداسا قبيل ساعات من اختتام زيارته لمصر، وسط الآلاف من الكاثوليك وضمن إجراءات أمنية مشددة.
ودخل البابا في عربة غولف مكشوفة مع قساوسة يمثلون كل الطوائف الكاثوليكية في مصر، وهي الكنائس القبطية والأرمنية والمارونية وكنيسة الروم الكاثوليك.
وأحيط البابا فرانشيسكو برجال أمن في زي مدني، كما كانت مروحية تحلق في سماء الملعب في إطار إجراءات الأمن المشددة التي اتخذتها السلطات.
وكان البابا قد دعا خلال لقاء مفتوح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الجمعة إلى الاحترام غير المشروط لحقوق الإنسان، وقال إن مصر مدعوة لإثبات أن الدين لله والوطن للجميع.
وأشاد بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق بالدعم “المعنوي والروحي” الذي يقدمه البابا فرانشيسكو بزيارته لمصر في وقت “أثارت فيه الأحداث المتتالية (ضد الأقباط) الكثير من الإحباط بل والغضب أحيانا”.
وكان البابا فرانشيسكو شارك مساء أمس الجمعة مع بابا الأقباط تواضروس الثاني في صلاة مسكونية بالكنيسة البطرسية في القاهرة التي استهدفها تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وأوقع 29 قتيلا في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ووقع البابا فرانشيسكو والبابا تواضروس الثاني وثيقة “إخاء وصداقة” تشير إلى التراث المسيحي المشترك على الرغم من الخلافات التي أدت الى تباعد الكنيسة الكاثوليكية عن الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
وشددت الوثيقة على أن “أواصر الصداقة والأخوة العميقة التي تربطنا تجد جذورها في الشركة التامة التي جمعت كنائسنا في القرون الأولى”.
وتضمنت الوثيقة أيضا دعوة إلى الوفاق بين المسلمين والمسيحيين في العالم، وأكدت “أننا نسعى جاهدين إلى الصفاء والوئام عبر التعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين”.
وتوجد في مصر أقلية كاثوليكية صغيرة يبلغ عدد أفرادها 270 ألفا، أي 0.3% من الشعب المصري، ويعود وجودها في مصر إلى القرن الخامس الميلادي.