أفاد اليوم مراسل الجزيرة في حلب بانسحاب الجيش الحر انسحابا كاملا من حي صلاح الدين بعد نفاد الذخيرة من مقاتليه، وذكر ناشطون أن خمسين قتيلا على الأقل معظمهم بحلب ودمشق وريفها وإدلب سقطوا اليوم بنيران القوات النظامية التي تواصل قصف مناطق متفرقة في البلاد.
وأوضح المراسل أن المقاتلين يتوجهون إلى المعركة ولا يملكون سوى “عشرين طلقة” إضافة إلى نفاد قذائف المضادة للدروع وسط قصف عنيف بالمروحيات والطائرات الحربية لأحياء صلاح الدين والصاخور وطريق الباب وهنانو.
وأضاف أن حالة من السخط تسود عناصر الجيش الحر والأهالي بسبب عدم تقديم العون والدعم الكافيين لهم من قبل المجلس الوطني والدول العربية.
في السياق صرح قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام أبو محمد لفرانس برس أن الحي بات خاليا تماما من الثوار والجيش الحر نفذ “انسحابا تكتيكيا كاملا”، مشيرا إلى أن الجيش النظامي يتقدم داخل الحي.
وكان الجيش السوري الحر أعلن أولا عن انسحاب جزئي من صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية للسيطرة على الحي.
وتحدث أبو محمد عن كتائب الجيش السوري الحر التي نفذت انسحابا من شارعي 10 و15 في صلاح الدين باتجاه حي السكري تمهيدا لشن هجوم “مضاد التفافي”.
ولفت إلى أن الجيش النظامي يقصف منذ صباح اليوم بالقنابل الفراغية مما أدى إلى تسوية نحو أربعين مبنى بالأرض ومقتل أكثر من أربعين مقاتلا وأعداد كبيرة من المدنيين، لافتا إلى أن الجيش الحر “يقاوم وإذا اضطر لانسحابات أخرى فسيعمد إلى فتح جبهة ثانية”.
وشهد صلاح الدين أمس الأربعاء معارك وصفت بأنها “الأعنف” منذ ثلاثة أسابيع حين سيطر مقاتلون معارضون على أحياء من مدينة حلب.
سيطرة واشتباكات:
ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إلى أن أحياء عدة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في مدينة حلب تتعرض لعمليات قصف شديد من قبل القوات النظامية خصوصا “باب الحديد والشعار والصاخور والسيد علي وصلاح الدين والميسر وقاضي عسكر”.
وذكر المرصد أن مقاتلين معارضين سيطروا على قسم الشرطة في قرية الحاضر بريف حلب الجنوبي.
وفي محافظة ريف دمشق تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر في بلدتي التل وعين منين بعد قصف عنيف تعرضتا له صباح اليوم.
ولفت المرصد إلى أن اشتباكات وصفت “بالأعنف” تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدة كفرنبل في إدلب.
وفي حماة، نفذت القوات النظامية اليوم حملة مداهمات واعتقالات في أحياء الأربعين والفيحاء وطريق حلب بمدينة حماة.
وذكر المرصد أن قرية الزكاة بريف حماة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية في حين سقطت قذائف عدة على بلدة قسطون.
لاجئون ورعايا:
وتعرضت بلدات النعيمة وأم الميادين وحيط وبصر الحرير وطيبة بريف درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
وفي مدينة الحسكة، قامت القوات النظامية باقتحام حي غويران، ورافق ذلك قطع للاتصالات وحملات دهم واعتقالات، بحسب المرصد.
وقالت السلطات التركية اليوم إن أكثر من ألفي سوري فروا من العنف ووصلوا إلى الأراضي التركية خلال اليومين الماضيين ليرتفع بذلك عدد السوريين اللاجئين إلى تركيا إلى أكثر من خمسين ألفا.
وأوضحت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن 2200 شخص عبروا إلى تركيا يومي الثامن والتاسع من أغسطس/آب الجاري.
في سياق منفصل، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن الجهود التي قامت بها السفارة المصرية في دمشق أسفرت حتى الآن عن إجلاء 1358 مصريا منذ بدء عمليات الإجلاء في 19 يوليو/تموز الماضي.