تسعى الحكومة العراقية لشن حملة واسعة في صحراء الأنبار، قرب الحدود مع سورية، بمشاركة القوات الأميركية، وسيحدد موعد انطلاقها بعد استعادة الموصل، حيث تلتحم قوات الأمن
مع مسلحي «داعش»، بعدما كانت تقاتل من بيت إلى بيت، ولتتقدم بحذر في الجانب الغربي، وتمكنت أمس من السيطرة على أحياء اخرى واصبحت على بعد مئة متر من الجسر الحديد الذي يربط وسط المدينة بالجانب الشرقي.
ويسيطر «داعش» على ثلاث مدن في أقصى غرب الأنبار هي: عانة وراوة والقائم قرب الحدود مع سورية، وقد ربطها التنظيم مع بلدة البو كمال في الجانب الآخر، معلناً «ولاية الفرات» في أراضٍ من الدولتين، وما زال الإرهابيون يهددون المعابر الحدودية مع الأردن أيضاً.
وأعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل الفريق عبدالأمير رشيد يارالله في بيان أمس أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي النفط غرب الموصل ورفعت العلم الوطني فوق مبانيه». وأضاف أن «قوات الحشد الشعبي حررت قرية الصبيح»، في قاطع عمليات تقوده قوات مشتركة من «فرقة العباس» والفرقة المدرعة التاسعة.
وبدأت المعارك تشتد صعوبة مع اقتراب الجيش من أحياء المدينة القديمة المكتظة، حيث تتقدم وحدات راجلة بحذر لاستحالة استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة فيها.
في الأنبار أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن قاسم المحمدي أن «تحرير مناطق عانة وراوة والقائم سيبدأ قريباً جداً»، وأضاف: «بعد الانتهاء من تحرير الجانب الأيمن من الموصل ستباشر القطعات العسكرية عملياتها في هذه المدن».
وتخوض القوات العراقية الخاصة معركة شاقة تشهد قتالاً متلاحماً مع مسلحي «داعش» وقال علاء شاكر (32 سنة) أحد أفراد جهاز مكافحة الإرهاب إن «القتال أكثر تلاحماً بكثير. كان من قبل من شارع إلى شارع فأصبح من بيت إلى بيت». وأضاف:»كثيراً ما نكون في بيت واحد على السطح وفي الدور السفلي. أحياناً نلقي قنابل يدوية. وإذا وجد مدنيون نصيح فيهم أن يحتموا داخل إحدى الحجرات».
وقال سيف رشيد (28 سنة) المساعد الطبي في جهاز مكافحة الإرهاب، إن أحد أفراد القوات الخاصة «قتل أمس في إصابة في الرأس وجرح آخر في العنق والفخذ». وأضاف أن «المسلحين يختبئون في البيوت. يفتحون الأبواب ويطلقون النار على الجنود من على بعد أمتار قليلة».
من جهة أخرى، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «الجيش بدأ استعدادات واسعة لشن عملية برية على الحدود مع سورية»، وأضاف أن «مقاتلي العشائر تبلغوا قبل أن عليهم الاستعداد للمشاركة في الحملة». وأضاف أن «قوات برية أميركية ستشارك فيها، وهي تدرب تشكيلات عشائرية في قاعدة عين الأسد». وتابع أن هناك «توجهاً لمشاركة قوات برية أميركية لتأمين الحدود مع الأردن وسورية والطريق الدولي في الأنبار، لكن إطلاق الحملة مؤجل إلى حين الانتهاء من استعادة الموصل».
إلى ذلك، تواجه صلاح الدين وديالى تحديات أمنية بعد عودة عناصر «داعش» إلى مناطق بين المحافظتين اللتين تحررتا من الإرهابيين قبل عامين. وقالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن التنظيم «استعاد سيطرته على سلسلة جبال حمرين وبدأ يشن هجمات على نقاط التفتيش المنتشرة هناك».
وأعلن القيادي في «الحشد الشعبي» أحمد التميمي أمس أن قوات الأمن «شنت عملية استباقية ودهمت أوكار داعش للقضاء على الخلايا النائمة في مناطق ضفاف نهر ديالى، شمال شرقي بعقوبة».
الحياة