قال الأُسقف البوسني، فرانجو كوماري، إن ما تشهده سوريا من أحداث يعيد إلى أذهانهم الآلام التي وقعت إبان الحرب في البوسنة (1992- 1995). وأضاف كوماري، في حديث صحفي،
أن “ما يجري في سوريا يذكرنا بما حدث في البوسنة، وفي مدينتها بنيا لوكا. كلّما أتذكر ما يجري ينفطر قلبي”.
ووصف الهجوم الكيميائي، الذي نفذه النظام السوري على بلدة “خان شيخون”، بالـ “المخيف”.
وفي 4 إبريل/نيسان الجاري قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم يعتبر الأعنف من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية ومناطق أخرى في ضواحي دمشق، في أغسطس/ آب 2013.
وأشار كوماري، المقيم بمدينة “بنيا لوكا”، إلى أنه يصلي من أجل أطفال سوريا ويدعو لهم.
واتهم الدول العظمى بالاهتمام بإنتاج الأسلحة وبيعها، وأنها غير آبهة بما يحدث حول العالم.
وتابع: “الهجمات، التي تستهدف الشيوخ والنساء والأطفال في الشرق الأوسط أو أماكن أخرى، حدثت قبل 50 أو 100 عام أيضا. لكن لم يكن هناك آنذاك وسائل وإمكانيات تساعدنا على مشاهدة ما جرى”.
وشدد على ضرورة إظهار الوجه الحقيقي للإنسانية في يومنا هذا، مضيفاً: “كيف يمكننا مشاطرة معاناة هؤلاء الناس، وكيف يمكننا مساعدتهم، يجب علينا أن نفكر بذلك”.
واستذكر المشاهد والصور المنتشرة، قبل 20 عاماً، عن حرب البوسنة، مشيرا إلى “أن التاريخ يعيد نفسه”.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الصربية، ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت عام 1995 بعد توقيع اتفاقية “دايتون”.
وتسببت تلك المجازر في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.
كما دخلت القوات الصربية، بقيادة راتكو ملاديتش، مدينة سربرنيتسا في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين (7 إلى 70 عامًا).