أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا مدينة دير الزور منطقة معدومة الحياة، وذلك بعد العثور على أكثر من ثمانين جثة، لأشخاص قتلوا تباعا وألقيت جثثهم في منطقة نائية قريبا من المدينة الجامعية لجامعة الفرات.
وقال الناشط أبو فرات لصحيفة «الشرق الأوسط» إنه تم العثور في منطقة المقابر جنوبي المدينة على أربعين جثة محترقة ومهشمة يوم أول من أمس الجمعة ثم راحت تظهر تباعا مزيد من الجثث ليتجاوز عددها «الثمانين جثة لأشخاص تم إعدامهم ميدانيا وتم إحراق بعضها»، مشيرا إلى أنهم «قتلوا تباعا حيث تتراوح فترات الوفاة بين أسبوعين والشهر بحسب تفسخ وتحلل الجثث»، والأمر الذي جعل التعرف على هويات الجثث صعبا، هو تغير ملامح الجثث وعدم وجود ثبوتيات أو أي شيء يشير للهويتها.
وأضاف أبو فرات أنه تم التعرف على عدد من أصحاب الجثث وبينهم نساء وأطفال من عائلة واحدة، ومسنون، منهم طفل وطفلة وشاب من آل حنتوش، وسيدة مسنة من آل الهملي، ورجلان وسيدة من آل جرجيسي. ورجح الناشط أبو فرات أن تكون قوات النظام قد قامت بقتل هؤلاء المدنيين أثناء نزوحهم عن المدينة هربا من القصف.
وبث ناشطون في دير الزور مقاطع فيديو تظهر مشاهد مروعة للجثث متفحمة وأخرى تعرضت للتنكيل، التي قالوا إنهم عثروا عليها جنوبي المدينة. واستنكر الناشطون التهميش الإعلامي لمدينة دير الزور، ووجهوا نداءات إلى العالم أجمع والمنظمات الحقوقية والإنسانية للالتفات إلى مدينة دير الزور وقالوا إن «كل مظاهر الحياة قد توقفت فيها بشكل كامل» كما يتعرض «سكانها لمجازر مروعة بعيدا عن الإعلام والاهتمام الدولي».
وطالب اتحاد تنسيقيات الثورة في بيان صدر يوم أمس «جميع المنظمات الإنسانية بالمبادرة لمساعدة دير الزور وسائر مناطق سوريا المنكوبة. وتوثيق جرائم النظام الأسدي والمسارعة بتقديم المجرم بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية بعد كل هذه الجرائم الرهيبة التي ارتكبها بحق هذا الشعب الأعزل».