أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيميائية، محذرة نظام الرئيس بشار الأسد من اللجوء إلى تلك الأسلحة، وذلك بينما قالت
منظمة الصحة العالمية إنها لا تستطيع التحقق من أن أسلحة كيماوية أو بعض السموم الأخرى استخدمت هناك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين “نشعر بارتياب عميق في نظام فقد كل مصداقية، ونريد أيضا تحذير النظام من إطلاق مثل هذه الاتهامات للتغطية على لجوئه هو للأسلحة الكيميائية”.
وأشار المتحدث إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تقيم الأنباء الواردة من سوريا عن استخدام هذه الأسلحة، وذكر بأن الرئيس باراك أوباما حذر بالفعل منذ أشهر الحكومة السورية من مغبة اللجوء إلى مخزونها من الأسلحة الكيميائية.
وأضاف “قلنا بوضوح إن القلق يساورنا في أن يرى نظام بشار الأسد أن تصعيد العنف بالوسائل التقليدية لم يعد كافيا حتى مع اللجوء الوحشي إلى صواريخ سكود ضد مناطق شديدة الكثافة السكانية وأن يفكر في استخدام أسلحة كيميائية ضد السوريين”.
وشدد المتحدث على أن أوباما “كان واضحا عندما قال إنه إذا ما ارتكب الأسد ومن يأتمرون بأمره خطأ استخدام الأسلحة الكيميائية أو أخلوا بواجبهم في إبقائها في أمان فإنه سيكون لذلك عواقب خطيرة وسيحاسبون عليه”. من جانبه نفى المتحدث باسم البنتاغون وجود معلومات استخبارية تؤكد ما قيل عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن أي استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا جريمة نكراء.
في المقابل اتهمت روسيا مقاتلي المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم قرب حلب الثلاثاء، ووصفت ذلك بأنه تطور مقلق وخطير للغاية.
وفي غضون ذلك, قالت منظمة الصحة العالمية إنها سترسل إمدادات طبية إلى مدينة حلب اليوم الأربعاء، “لكنها لا تستطيع التحقق من أن أسلحة كيميائية استخدمت هناك”. ونقلت رويترز عن المتحدث باسم المنظمة طارق جاسرفيتش قوله إن المنظمة سترسل إمدادات طبية لعلاج حالات الصدمة إلى حلب من مخزوناتها في طرطوس.
اتهامات متبادلة:
وكان النظام السوري والمعارضة تبادلا الثلاثاء الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية. وأيدت موسكو نظام الأسد في اتهاماته هذه. وفي هذا السياق بث التلفزيون السوري الحكومي مشاهد قال إنها لضحايا قصف بالأسلحة الكيميائية على خان العسل بريف حلب. في مقابل ذلك, نفى الجيش الحر هذه التهم وحمَّل النظام السوري المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة.
في المقابل، نفى الناطق باسم مجلس الثورة السورية في حلب وريفها أبو فراس الحلبي -في حديث لقناة الجزيرة- استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيميائية، وقال إن النظام يحاول أن يعطي غطاء لما سيفعله في المستقبل من استخدام هذه الأسلحة.
وفي الأثناء حذر مراسل شبكة شام في حلب أبو مجاهد في اتصال لقناة الجزيرة من أن يبث النظام هذه الأخبار لتبرير إطلاقه أسلحة كيميائية على المناطق المدنية في حلب وغيرها، وطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالتحرك عاجلا خشية أن يرتكب النظام مجازر باستخدام هذه الأسلحة.
وأضاف أن ناشطين تحدثوا عن سقوط صاروخ أرض أرض يعتقد أنه من طراز سكود على بلدة خان العسل وهو يحمل مادة كيميائية، مرجحا أن يكون النظام قد أخطأ في هدفه فأصاب بها منطقة يتجمع فيها جنود موالون له.
من ناحيته، قال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية نزار عبد القادر للجزيرة إنه يجب التحقق من مصدر هذا السلاح من قبل طرف ثالث مثل الهلال الأحمر الدولي أو أجهزة الاستخبارات الدولية التي تقوم بمسح فضائي دائم للمسرح السوري.
وأضاف أن المعارضة لم تسيطر حتى الآن على سلاح كيميائي مما يضع علامات تشكيك حول اتهامات النظام للثوار، مشيرا إلى أن السلاح الكيميائي يتطلب استخدام مخازن ووحدات خاصة ومناخا ملائما قبل إطلاقه، مما يزيد من استبعاد احتمال إطلاقه من قبل الثوار حتى لو تم ذلك عشوائيا، مشيرا إلى أن الجيش الحر تشكل منذ البداية لحماية السكان من هجمات النظام وأنه من غير المنطقي أن يقوم بمهاجمتهم.
وتزامنت هذه الاتهامات مع بث ناشطين صورا على الإنترنت لما قالوا إنها إصابات جراء صواريخ تحمل مواد كيميائية أطلقتها قوات النظام على بلدة العتيبة في الغوطة الشرقية بريف دمشق