أتاحت شركة آي بي إم نظام الحوسبة الكمية في كمبيوتر جديد يباع تجاريا لقطاع الأعمال، وعززت النظام الحالي الذي تستخدمه هيئات البحث. وتأمل آي بي إم في تعزيز أعداد الأفراد الذين يستطيعون
استخدام أجهزة الكمبيوتر التي تصنعها.
وأصبح كمبيوتر شركة آي بي إم التي تتخذ من نيويورك مقرا لها متاحا على الإنترنت منذ شهر مايو/أيار الماضي. وتشمل التطبيقات المستقبلية اكتشاف مواد وأدوية جديدة وجعل الذكاء
الاصطناعي أقوى بكثير مما هو عليه الآن.
ومنذ أن دخل النظام الجديد حيز الخدمة بفضل الإنترنت السنة الماضية، استخدمه أكثر من 40 ألف مستخدم، أجروا 275 ألف تجربة.
وقال جيري شو، أحد علماء آي بي إم، “إنه بالرغم من أن النظام الجديد الذي جعلته آي بي إم متاحا لعامة الناس يتميز بالقوة مثل أي كمبيوتر شخصي، فإنه يظل خطوة أولية مهمة”.
وأوضح أن الأمر “يتعلق بزيادة مستخدمي نظام بيئي، وتطوير مجتمع المستخدمين بحيث يكون بإمكانهم ابتكار وتطوير برنامج التشغيل”.
ومضى قائلا إن النظام يتضمن الآن واجهة تتيح للمبرمجين أن يطلقوا التعليمات الخاصة بالجهاز باستخدام لغات البرمجة التقليدية.
وتعالج الكمبيوترات التقليدية جميع المعلومات باستخدام البيانات الجزئية – المعلومات التي تخزنها الترانزستورات البالغة الصغر (الأجزاء الإلكترونية في الدوائر الكهربائية) والتي يمكن أن تكون متاحة أو غير متاحة – وتتعامل معها بوصفها قيمة رقم واحد وقيمة رقم صفر.
لكن نظام الحوسبة الكمية يستفيد من آلية تسمى التحديد الأمثل للمواقع، الذي يسمح للبيانات الجزئية بأن تكون لها قيمة رقم واحد وقيمة رقم صفر أو القيمتان في الوقت ذاته.
لكن القوة الحقيقية لنظام الحوسبة الكمية تتمثل في مفهوم يُعرف باسم التشبيك ويتيح للبيانات الجزئية أن تتداخل وتتفاعل مع بعضها بعضا بحيث تترتب عليها عدة حالات.
وتتميز البيانات الجزئية أو البيانات الكمية بحكم طبيعتها بأنها غير مستقرة على نطاق واسع؛ ولهذا فإن الحفاظ على معلومة جزئية واحدة يكون صعبا.
ويوافق الكثير من الناس على أن نظام الحوسبة الكمية عندما يعالج 50 من البيانات الجزئية – وهو أقوى من الكمبيوترات الفائقة السرعة المتاحة حاليا – فإن النتيجة ستكون رقما سحريا يثير الإعجاب حقا.
وسيتيح نظام الحوسبة الكمية الذي صممته آي بي إم الآن محاكاة 20 معلومة جزئية أي أكثر من المعلومات الجزئية الخمسة التي كانت تعالجها من قبل.
تستخدم الكمبيوترات الكمية مكونات مختلفة تماما عن الكمبيوترات العاديةمصدر الصورة
تستخدم الكمبيوترات الكمية مكونات مختلفة تماما عن الكمبيوترات العادية
وقال توم روساميليا، نائب مدير أول لأنظمة آي بي إم، “الكمبيوترات التقليدية قوية بشكل خارق، وستستمر في تطوير ودعم ما نقوم به لصالح قطاع الأعمال والمجتمع”.
وأضاف “لكن هناك عدة مشكلات لا يمكن إيجاد حلول لها عن طريق كمبيوتر تقليدي. وحتى نتمكن من الحصول على معرفة تتميز بعمق كبير ودقة بالغة، فإننا نحتاج إلى كمبيوتر يعمل بنظام الحوسبة الكمية”.
وقال أحد خبراء الكمبيوتر الذي استخدم التكنولوجيا الجديدة لآي بي إم إن النظام الجديد يتميز بأنه واعد.
وأضاف البروفيسور، آلان وود-ورد من جامعة ساري بجنوب شرق لندن “وبالرغم من أن النظام الجديد لا يزال محدودا نسبيا، فإنه يتيح للكثير منا أن يحصلوا على تجربة عملية لتشغيل لوغاريتمات الكم”.
ومضى إلى القول “التحسينات الأخيرة نتيجة طبيعية لتوسع مجتمع المستخدمين وما يرتبط به من طلب على هذه التحسينات. من المهم ملاحظة أن الكمبيوترات الكمية تتيح إمكانية الحصول على سرعة استثنائية لكنها تظل غير متاحة إلا في بعض أنواع اللوغاريتمات”.
واختتم البروفيسور كلامه بالقول “الوقت الصحيح لتسويق نظام الحوسبة الكمية في آي بي إم لا يزال مسألة تثير الجدل، لكن هناك سوقا متطورا في ظل وجود شركات أخرى مثل دي وايف التي بدأت فعلا في بيع الشكل الذي طورته من كمبيوترات الكم. ولهذا، ليس مفاجئا أن تعمد آي بي إم إلى استثمار التقدم الذي حققته”.
بي بي سي