رؤية مختلفة للأحداث !

وراء كل سجين سياسي معاناة امرأة مصرية

0

kgrfdjlm

بينما كانت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تواصل الاحتفاء بالمرأة في يومها أمس، كانت “لمياء” تحمل على كتفها حقيبة مثقلة بزاد ودواء لزوجها السجين سياسيا ياسر عيسوي

، مبتهلة إلى الله أن تصل إليه بسهولة، وتوصل إليه محتويات الحقيبة كاملة.
تحكي “لمياء” للجزيرة نت قائلة “ليلة الزيارة، سهرت لتحضير الغذاء والعلاج لزوجي المريض، ثم مشيت فجرا كي أصل باكرا أمام البوابة الكبيرة الكئيبة لسجن العقرب، نادى الضابط للدخول، لكنه لم يناد اسمي، وحينما سألته قال لي ببرود “مش موجود”، وذلك رغم أنني حجزت للزيارة قبلها بشهر ونصف الشهر، وبعد توسل قال إنه سينظر في أمر زيارتي لزوجي آخر الوقت، وبالفعل سمح لي بالزيارة في عنبره لدقائق”.
تضيف لمياء “في مرحلة تفتيش الأكل، سمح لي بأقل من نصف كيلو أرز ونصف دجاجة فقط، وأهدر باقي الطعام والعلاج، فتوسلت منهارة، وقلت لهم إن زوجي المحبوس احتياطيا منذ ثلاث سنوات ونصف السنة يعاني من مرض شديد في الكبد والطحال، ولكن توسلاتي ضاعت بلا جدوى على عتبات القهر”. وتقول في أسى “يسمح لنا بالزيارة كل 47 يوما عبر حائل زجاجي لمدة خمس دقائق”.
من جانبها، وصلت أخيرا “نيفين مسعد” للبوابة الثانية لسجن العقرب الساعة 11 صباحا -بعد تفتيش مهين ومبالغ فيه على البوابة الأولى- وهي الخارجة من بيتها فجرا، وذلك للمرة الثانية بعد فشل الزيارة الأولى. 
وعلى البوابة الثانية جرى تفتيش آخر، وتعنت وإهانات جديدة، “وكأنهم يتعمدون إفساد محتويات السلة التي لم يكتفوا بتفتيشها في الخارج”.
ونيفين هي زوجة الباحث محمود مصطفى المحبوس احتياطيا دون محاكمة منذ عام ونصف العام. وتروي للجزيرة نت أن “ما حدث معنا في الزيارة الأخيرة أخرجني عن صمتي بعد أن قد يئست من الكتابة المتكررة على صفحتي الشخصية عن معاناة يوميات الزيارة، فلا أحد يريد حتى أن يرفع الظلم عنا، بما فيهم مدعو حماية حقوق الإنسان”.
وتضيف “يبالغون بالتفتيش أثناء الزيارة على الباب الداخلي، تفتيشا مهينا بإخراج كل المحتويات من خضراوات وفاكهة وأدوية حتى الملابس، مما يستغرق ساعات من الانتظار المهين، وقهراً من طريقة إلقاء الطعام والعبث به”.
وتتابع “بعد كل هذه المعاناة ندخل لنطالع نظرات الترقب والقلق في عيون أحبابنا، الذين تصلهم أنباء إهانتنا عند كل زيارة، فيتضاعف عذابهم”. وتشير إلى أنه “بعد كل هذا القهر، علينا اصطناع بسمة باهتة على وجوهنا لكي نخفي الحزن عن أحبابنا خلال دقائق الزيارة التي تمر بسرعة”.
وتعود نيفين لمنزلها منهارة آخر النهار، تجر أبناءها وخيبة الأمل والرجاء في الجميع، بعد نصف يوم من المعاناة، تشكو إلى كل ركن في البيت غياب رفيق الدرب والحياة.
ويرى الحقوقي أسامة ناصف أن السجناء السياسيين وذويهم في السجون شديدة الحراسة بصفة عامة يفتقدون كافة حقوقهم الأساسية، ومنها الحق في الزيارة، وهو حق مشترك بين النزيل وأسرته.
ويضيف “على فرض أن السجين ارتكب جرما يستحق عليه العقاب، فما جريرة أسرته حتى تمنع من زيارته، أو تقهر على بوابات السجون؟ وما ذنب زوجته وأولاده من المعاقب هنا؟ وما الخطورة التي تمثلها الزيارة على أمن النظام حتى يتم منع الزيارة المباشرة، التي تتم غالبا من خلال حائل زجاجي يمنع الصوت، ويكون الحديث من خلال هاتف تقوم إدارة السجن بالتنصت عليه؟
كما تتم الزيارة في حضور أفراد الأمن، مما يمثل انتهاكاً صارخا لحق خصوصية الزيارة، ومع ذلك يتم منعها في أحيان كثيرة.

الجزيرة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق